استراتيجيا الخيار الخطر
بقلم: احمد التهامي.
سالت نفسي وانا اعيد مشاهدة فيلم(كشك الهاتف / Phone booth) من بطولة الممثل : كولين فاريل ؛لماذا اعود الى فيلم انتج في عام 2002؟! الا يجب ان نتابع الحديث والجديد من الانتاجات؟ !
وجدت الاجابة في تذكري للفيلم برغم طول الفترة التي مرت مابين المشاهدة والرغبة في الكتابة فذلك في حد ذاته مؤشر على فرادة وتميز يخبئهما الفيلم في احداثه فمابالك وانا ازعم ان هذا الفيلم بالذات يشكل تحد من نوع خاص لكل من يهتم بمتابعة الدراما انه يجلس براحة في مفترق طرق واسع يجمع عوالم درامية مختلفة متباينة وبنجاح نادر الحدوث فالمكان الواحد هو الميزة الابرز للدراما المسرحية و فرادة القصة وغرابتها هي من بين ابرز عوامل استمرار عرض الفيلم السينمائي كما ان تعدد مسارات الحكي وتقسيم سطح شاشة المشاهدةصفة لصيقة بالتلفزون فمابالك بفيلم يجمع كل هذا ؟! لو قيل لطالب في مدرسة لكتابة السيناريو ان عليك اختيار مكان واحد تجري في احداث فيلم تكتبه لاعتبر ذلك مخالفة صريحة لاول قواعد محاربة الملل الذي قد يصيب المشاهد وهي قاعدة التنقل الزماني والمكاني الدائم لخلق احساس لدى المشاهد بانه جالس فعلا في قاعة العرض لكنه يتنقل بين احداث وافراد متعددين وفي ازمنة قصيرة فينسى تلقائيا مسالة الجلوس الطويل لذلك يبدو اختيار مكان واحد تجري فيه احداث الفيلم مسالة مغامرة خطرة جدا اذ مالذي سيدفع المشاهد للصبر على الصورة التي لاتكاد تغادر مكانا واحدا؟!هنا يمكن الاستنجاد بعالم روسي اسمه يوري لوتمان ليشرح لنا بسرعة تناسب القارئ غير المختص ان اللقطة السينمائية لا تتحدد فقط بمايتبعها من لقطات بل بعمقها بمايجري داخل حدودها فلو زال الخط الوهمي الذي يفصل لقطة ما عما بعدها لايزول المسرح الممتد الذي تجري فيه الاحداث الى اخر نقطة امام الكاميرا هذا من ناحية اما من ناحية اخرى فالمسالة كلها لاتجري هنا لاتتعلق بالمكان بل بالقصة ! فالحل الطبيعي العادي ان تحول مكانا ما الى عدة اماكن فتصبح صالة المنزل مثلا مكانا للقصة على ان تنتقل منها الى ابواب الغرف المطلة عليها او ان تتنقل بين الدور الارضي والعلوي وهذا حدث بشكل مل ضمن احداث فيلم ( كشك الهاتف ) اذا تنقل الحكي بين الكشك وبين مختلف تفاصيل الشارع عدة مرات ولكن هذا لايلغي ان الكشك ظل لمدة زمنية طويلة في مركز الحدث بسبب توفر الحل التقني أي ذلك الذي يحدث بعد انتهاءالتصوير اذ خصص مربع صغير لعرض احداث تجري في اماكن اخرى ليست هي الكشك مركز الحدث والقص لكن دون ان يختفي الكشك لان الكاتب نجح في التوصل الى معادلة تلغي عمليا اثر المكان الواحد اذ سال نفسه بماذا تتعلق قاعدة تعدد امكنة الفيلم؟ واجاب نفسه بنفسه تتعلق بدفع الملل اذن علينا ان نوحد المكان حتى اخر لحظة وان ندفع الملل حتى اخر لحظة في ان واحد!! علينا كسر القاعدة ولكن بخوض مغامرة خطرة يرتعش من خطورتها الكاتب نفسه!!.http://www.imdb.com/find?s=all&q=ph00n+booth
وجدت الاجابة في تذكري للفيلم برغم طول الفترة التي مرت مابين المشاهدة والرغبة في الكتابة فذلك في حد ذاته مؤشر على فرادة وتميز يخبئهما الفيلم في احداثه فمابالك وانا ازعم ان هذا الفيلم بالذات يشكل تحد من نوع خاص لكل من يهتم بمتابعة الدراما انه يجلس براحة في مفترق طرق واسع يجمع عوالم درامية مختلفة متباينة وبنجاح نادر الحدوث فالمكان الواحد هو الميزة الابرز للدراما المسرحية و فرادة القصة وغرابتها هي من بين ابرز عوامل استمرار عرض الفيلم السينمائي كما ان تعدد مسارات الحكي وتقسيم سطح شاشة المشاهدةصفة لصيقة بالتلفزون فمابالك بفيلم يجمع كل هذا ؟! لو قيل لطالب في مدرسة لكتابة السيناريو ان عليك اختيار مكان واحد تجري في احداث فيلم تكتبه لاعتبر ذلك مخالفة صريحة لاول قواعد محاربة الملل الذي قد يصيب المشاهد وهي قاعدة التنقل الزماني والمكاني الدائم لخلق احساس لدى المشاهد بانه جالس فعلا في قاعة العرض لكنه يتنقل بين احداث وافراد متعددين وفي ازمنة قصيرة فينسى تلقائيا مسالة الجلوس الطويل لذلك يبدو اختيار مكان واحد تجري فيه احداث الفيلم مسالة مغامرة خطرة جدا اذ مالذي سيدفع المشاهد للصبر على الصورة التي لاتكاد تغادر مكانا واحدا؟!هنا يمكن الاستنجاد بعالم روسي اسمه يوري لوتمان ليشرح لنا بسرعة تناسب القارئ غير المختص ان اللقطة السينمائية لا تتحدد فقط بمايتبعها من لقطات بل بعمقها بمايجري داخل حدودها فلو زال الخط الوهمي الذي يفصل لقطة ما عما بعدها لايزول المسرح الممتد الذي تجري فيه الاحداث الى اخر نقطة امام الكاميرا هذا من ناحية اما من ناحية اخرى فالمسالة كلها لاتجري هنا لاتتعلق بالمكان بل بالقصة ! فالحل الطبيعي العادي ان تحول مكانا ما الى عدة اماكن فتصبح صالة المنزل مثلا مكانا للقصة على ان تنتقل منها الى ابواب الغرف المطلة عليها او ان تتنقل بين الدور الارضي والعلوي وهذا حدث بشكل مل ضمن احداث فيلم ( كشك الهاتف ) اذا تنقل الحكي بين الكشك وبين مختلف تفاصيل الشارع عدة مرات ولكن هذا لايلغي ان الكشك ظل لمدة زمنية طويلة في مركز الحدث بسبب توفر الحل التقني أي ذلك الذي يحدث بعد انتهاءالتصوير اذ خصص مربع صغير لعرض احداث تجري في اماكن اخرى ليست هي الكشك مركز الحدث والقص لكن دون ان يختفي الكشك لان الكاتب نجح في التوصل الى معادلة تلغي عمليا اثر المكان الواحد اذ سال نفسه بماذا تتعلق قاعدة تعدد امكنة الفيلم؟ واجاب نفسه بنفسه تتعلق بدفع الملل اذن علينا ان نوحد المكان حتى اخر لحظة وان ندفع الملل حتى اخر لحظة في ان واحد!! علينا كسر القاعدة ولكن بخوض مغامرة خطرة يرتعش من خطورتها الكاتب نفسه!!.