دراما 103: تفاهة الدراما السورية...
بقلم: أحمد التهامي.
في ندوة حول الدراما في ليبيا عقدت منذ اشهر في بنغازي خصصت لحملة سب لا معقولة ضد اعمال رمضان الماضي قام كاتب صحفي بمطالبتي انا والمخرج الشاب خالد نجم بالانحناء امام انجازات الدراما في سوريا فرددت عليه متجاوزا صراخ ادارة الجلسة ضدي بان ينحني هو اذا اراد اما انا فلست مستعد للحظة لهكذا انحناء لامبرر له في رايي ثم مضت الايام فعاتبت نفسي وقلت لها لعلك اخذتك العزة بالاثم فظلمتي الدراما في سوريا التي يردد الكثير من الناس والمثقفين خصوصا بقناعة اشبه بتلاوة الصلاة في هدوء الفجر الرطب السلس انها تحترم عقل المشاهد فحملت عقلي معي وجئت اجلس متربعا امام شاشة التلفاز لاتابع مسلسلا سوريا ممتازا لعل شيئا من الحكمة يداهمني فاصاب ببعض السحر الاليف للدراما السورية واتخفف من ذنبي في حقها واردد مع الكثيرين اوراد الفجر الرطب المسبح بحمد دراما دمشق العتيقة متجاهلا وول ديورانت يتحدث عن المسرح الاغريقي في عصره الذهبي قائلا"كان الكاتب اليوناني يفضل ان تكون مأساته عالية المستوىمن بدايتها الى نهايتها لذلك ترك الكوميديا الى كتاب المسرحيات الهزلية الخالية من المغزى التي تهدئ عواطف النظارة المهتاجة بما تهيئه لهم من الفكاهة والراحة"( انظر قصة الحضارة؛ المجلد7-8؛ص311) و قلت لعلها مؤامرة من وول غربية المقاصد فلنجلس ولنتعلم من عرب دمشق فجلست لعمل مر على انتاجه اكثر من عشرين سنة وشارك في صنعه اسماء ثقيلة في عالم التلفزون فالسيناريو لممدوح عدوان عن مسلسل هو اصلا لهاني السعدي واشرف على المعالجة الدرامية دكتور يدعى شريف شاكر اسمه: دائرة النار وفي احدى حلقاته يلتقي النجم رشيد عساف الذي يؤدي دور الاستاذ المثقف ( مازن) بعبدو اجير الفرن(الممثل والمخرج اللامع لاحقا: حاتم علي) فيستفزه عبدو مرتين بالسخرية من كلمة استاذ لذلك مع اول لقطة لرد فعل مازن يقوم هذا ويقترب من عبدو مهددا فيتملقه عبدو ويذهب الاستاذ ويظل المشهد في القيل والقال بعد ذلك بمايعادل مامضى منه من وقت!! لقد ذهلت فعلا ممارايت وسمعت !! هل يعقل هذا ؟!هل يحترم نفسه من يفعل هذ؟! قبل ان يحترم عقل المشاهد!! تدعوني الى قصة تعمدت ان تشوقني اليها فوعدتني بالحدث المثير الخطر وحين وصلنا مركز الحدث تركتني في وهمي وشغلت بالثرثرة الى بائع خضار مرة بالصدفة فقط الى جانبنا!! لايمكن لعارف مبتدئ يتعلم اسس الكتابة الدرامية ان يرفع ايقاع مشهد الى اعلى درجة في منتصفه ثم يسمح له بعد ذلك ان يستمر متراخيا دون أي انتقال او قطع او حتى تطوير اعلى نبرة يشد المشاهد اتقيت الله في نفسي و قلت لعلي اخترت عملا قديما فجلست لمشاهدة حلقات من مسلسل صبايا الكوميدي الحديث ورأيت كيف يذبح التشويق بجهل لايغتفر من طالب مبتدئ فكيف بالخبراء!! فعدت الى عزة اثمي و رقصت فرحا بها والى عقلي فوجدت اول شروط احترامه في معالجة العفن السوري بمتعة امريكية خالصة النكهة حتى عمق العظم!.