لقد بداءت حربنا ضدنا!!! لحظة فك الارتباط
في صلب الصراع السياسي
في ليبيا ؛ لا مجال لا للاتفاق ولا حتى المهادنة
اود العودة الى اللحظة التاريخية التي سبقت اندلاع احداث 15
فبراير بقليل بثواني على الاقل لا حبا في الماضي ولاكرها للحاضر انما افعل ذلك
عامدا متعمدا جهارا نهارا لاستطلاع نوعية القوى وطبيعتها وتبايناتها و ارتباطاتها
الاجتماعية والاقتصادية التي قادتها الظروف رغم انفها للمشاركة في اسقاط النظام
لاحقا وللببعض الحق في مثل هذه الحال ان يعتبر ماحدث منذ تلك اللحظة الفارقة
في التاريخ ( الليبي او العربي لايهم) هو ثورة اسلامية دبرها بقايا
التنظيمات الاسلامية او المخابرات الامريكية والفرنسية او انها اندفاعة شعبية
عارمة ليست منظمة لكل الحق في ان يراها كما يشاء لا مجال هنا لمناقشة شكل الفتيل
الذي اشعل النار بل الحديث عن النتائج منذ تلك اللحظات وحتى سقوط النظام( الحقير
التافه الغبي الديكتاتوري العبثي الظالم السخيف القذر
ا...................الخ)القديم منذ لحظة انطلاق مظاهرة 15 فبارير وليس 17 دخلت
العديد من القوى والافراد والاتجاهات والتيارات الى الحرب ضد النظام وساعة كانت
المعركة قائمة وكنت اسهم بجهد بسيط وقليل عبر صوت ليبيا الحرة ضد النظام كنت اتسال
لماذا يقاتلون دون تفكير في الشعارات الكبرى للثورة؟1لماذا يقل الكلام عن الحرية
والديمقراطية والدولة المدنية اللادينية الحديثة؟ ويكثر الكلام عن الدخول من ثلاثة
محاور ونقاط التجمع والهجوم والامداد ومن هو القائد الميداني الى درجة ان احدهم
خرج وفضح اسرارا عسكرية خطيرة على شاشة الجزيرة مباشر؟! فلم اجد اجابة لتساؤلاتي
الا بعد لحظة سقوط النظام وبدء العراك السياسي ما اراه ان اللحظة التي سبقت اندلاع
المظاهرة الاولى كانت لحظة تاسيسية لما بعدها توفرت عندها الكثير من القوى
المهزومة تاريخيا من خارج النظام وكانت في تلك اللحظة بالذات تستعد للتبرك بنيل
عطر عباءته ( الخارجون من السجون على يد سيف مثلا) وقوى في داخل النظام كانت
بدورها تستعد للمغادرة كان هناك شبه اعلان انه في اطار مخطط نقل السلطة الشكلي
للوريث الممسك عمليا بالاجهزة سيتم التضحية باكثر من سبعين اسم من جهابذة الصف
الاول باعتبارهم فاسدين واستبداللهم بطاقم جديد تكون حول الوريث في لندن وغيرها
اضف الى ذلك قوى اخرى المعارضات التقليدية كان دورها تحول عمليا الى جرائد
الكترونية وغرف محادثة مضادة للنظام وعمليا كانت يائسة من تغييره بعد تلك اللحظة
انطلقت كل تلك القوى لتساهم بنصيبها في الحرب على ضفتي القتال وفي اثناء القتال
بالسلاح او بغيره لا فرق ساهم البعض ضد النظام لانه اعتبره كافرا غير مسلم والبعض
الاخر اعتبره مسلما لكنه لايجيد الصلاة( اتحدث عن تصريحات معلنة هنا) وشارك البعض
لانه يبي ليبيا زي اوروبا وقاتل البعض لانه يؤمن بالديمقراطية وقاتل الكثيرون
لانهم يحبون ان يوصفوا بانهم ابطال وقادة داخل اوساطهم الاجتماعية وقاتل
البعض لانهم عليهم التعويض عن انتماء سابق للنظام فلابد ان يعلنوا خلعه بل الحرب
ضده وقاتل البعض لانهم فقدوا في اخر سنوات النظام امكانية الترقي في مدارجه
ومناصبه بل لقد قاتل البعض بعيدا عن كل ماسبق لقد قاتلوا لانهم لم يجدوا سبيلا للرزق
الا اقتصاد الحرب او ماسمي الى اليوم بالهلت!! اي ان اللحظة التي سجلت انطلاق
الثورة سمحت باندغام فجائي والتصاق لاهداف متعددة متناقضة في شكل واحد هو القتال
ضد النظام فكنا نسمع كل هذا ونقول بسبب ظرف الحرب مايهمش عادي اي حد ويقول اي شي
مش مهم المهم ضد النظام؟! اما اليوم فلقد ذهب النظام الى مصيره وظللنا نتعمد
اغلاق عيوننا عن ما نراه خشية التسليم بواقعيته واللي يخاف من الغولة تطلعله ولذا
ساخرجها لكم لتروها ان استطعت بجهدي الضعيف؟! لقد جاءت ساعة الحرب المادية او
المعنوية على محتوى كل منا لم يعد هناك نظام توحدنا الحرب ضده لقد بدات
حربنا ضدنا الاسلامي لم يقل في الحرب انه رضي بدولة ديمقراطية غربية
والليبرالي لم يقل انه رضي بدولة خمينية الشكل والمحتوى لقد سكتنا فقط و
اليوم تحدثنا اقصد بعد سقوط النظام فظهرت خلافاتنا الى العلن وهي خلافات جوهرية
وحقيقية وليست اوهاما واغماض عيوننا عنها لايعني انها ليست موجودة انه مجرد تاخير
في الاعتراف بها يطيل عمر المرحلة الانتقالية فقط ولا يحل شيئا نحن امام لحظة فك
الارتباط بين كل ما اندغم واندمج في الحرب امام لحظة حرب الكل ضد الكل ( مش
شرط تكون بالسلاح) وهي اساسية وضروريةللانتهاء الى دولة ديمقراطية مدنية على النمط
الغربي الاوربي اذ هي ليست شيئا اكثر من دولة كتابة التعاقد على الاعتراف بعجز
الكل عن انهاء الكل ( يسمى العقد هنا دستورا) لا مجال هنا للورديين محبي
عصافير الصباح المجال كله لقوانين الطبيعة القاسية للاسف الشديد!!
لكم تحياتي جميعا